بدأ قادة الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني المحلول، رحلة اغتراب جديدة إلى دولة فيتنام بعد “ضغط تركي” عليهم في أعقاب عملية تقارب تركية تجري حاليًا مع دول الخليج.
وكشفت متابعات عن رسائل متبادلة بين القادة الإسلاميين السودانيين ونظرائهم المصريين تتعلق ببدء الاستعداد لرحلة جديدة بعيدا عن الدولة التركية التي احضتنهم بعد سقوط أنظمتهم في السودان ومصر تباعاً.
اقطاي مستشار اردوغان يلتقي عبدالحي يوسف
وقالت مصادر متعددة أن أكثر من ألف شخص من قادة ومنسوبي وأبناء قيادات حزب المؤتمر الوطني يقيمون منذ عام 2019 في تركيا، ويديرون استثمارات ضخمة هناك.
وتجري محالات حثيثة في الخرطوم من قبل الآلية الثلاثية المدعومة من أطراف دولية خاصة الولايات المتحدة لإنهاء الانقلاب واقامة حكومة مدنية تتمتع بالسلطة المناسبة وخروج الجيش من السلطة والحكم.
ويرى المحلل السياسي د. أحمد الهادي، أن مع اقتراب حل الأزمة التي خلفها الانقلاب في السودان، والإجراءات التي بدأ الجيش في اتخاذها ضد قادة المؤتمر الوطني المحلول واتباع النظام البائد وإعادة المتهمين في قضية انقلاب الانقاذ للسجن تشير بوضوح إلى مرحلة جديدة.
وذكر الهادي، أن مع التقارب الخليجي – التركي مؤخرا باتت الأبواب المفتوحة في تركيا للإخوان المسلمين في طريقها للإغلاق وهو ما يتيح فرضية بدء الاخوان البحث عن ملاذ جديد.
وأصدرت لجنة التفكيك “المجمدة” قرارات كثيرة باستعادة أملاك وأراضٍ وأصول وأموال من قادة النظام البائد الهاربين لتركيا لكن المجكمة العليا وفق قرارات متتالية اعادت بعض تلك الأملاك لهم.
وكان خبر هروب عباس البشير شقيق الرئيس المعزول عمر البشير إلى تركيا، صادماً بالنسبة للنشطاء وقيادات الحرية والتغيير – الكتلة السياسية التي قادت التغيير في السودان، إذ أكدت مصادر أن العباس هرب محملاً بأموال ضخمة وأنه سبق وأن أودع مبالغ مالية في البنوك التركية واشترى عقارات تضمن له الحصول على الإقامة الدائمة في تركيا.
ولم يكن العباس ثريا قبل أن يتولى أخوه البشير السلطة. وحكي مصدر قريب من أسرة البشير لـ«الاتحاد» إن العباس كان فقيراً وشبه عاطل عن العمل إلا أنه استغل نفوذ شقيقه في جمع ثروة كبيرة بطرق مشبوهة معظمها كانت مع رجال أعمال أتراك وهذا يفسر لحد كبير اختيار العباس تركيا مهرباً له.
الهروب إلى تركيا لم يتوقف عند شقيق البشير، لحقت به قيادات أخرى من «الإخوان» و«فلول» النظام السابق بينهم من كانوا في الصف الأول في حزب المؤتمر الوطني وفي الدولة ومن يطلق عليهم كوادر وسيطة من قيادات الصفين الثاني والثالث بعد أن سبقتهم أموال إلى هناك وبعد أن تلقوا وعوداً وتطمينات من الحكومة التركية بأنهم سيكون مرحبا بهم وتحت حمايتها لممارسة عملهم السياسي ومعارضتهم للحكومة السودانية التي أنتجتها الثورة.
ووفقاً لمواقع إعلامية تركية فإن الإقامة الدائمة تُمنح لفترة غير محددة وهي صالحة مدى الحياة كما يتمتع الحاصلين عليها بكافة حقوق المواطن التركي كالعمل والتجارة وفتح المشاريع عدا الانتخابات وشغل وظيفة في أمن الدولة.
ومن أهم شروط الحصول على الجنسية التركية إمتلاك عقار لمدة (4) سنوات كحد أدنى وتشغيل (50) شخص، إضافة لقضاء (8) سنوات بتركيا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق