المرأة السودانية الوحيدة التي يتغني ب أسمها عبر جلالة للقوات المسلحة !!
قصة مندى بت السلطان عجبنا - صاحبة اغنية كوجو كونو
هى مندى بت السلطان عجبنا ود اروجا سلطان (النيمانج)
إمرأة اسقطها التاريخ سهوا.. و نسيها مؤرخو بلادى، اسقطوا بطولتها من أجندتهم. و لكن خلدتها أغانى القبيلة تكريما لبطولتها و شجاعتها النادرة، أغانى تغنى بها الكبار و الصغار تقديرا و عرفان بالجميل لمندى..إعتمدت إحدى الأغانى كمارش عسكرى موجود الى يومنا هذا..و ان لم تخنى الذاكرة أحسب أن كلماته تقول:
كوجو كونا كرن دالا(مندى) كوجو كونا كرن دالااووووو ساسا.
نوفمبر1917م..تمرد النيمانج و ثاروا ضد البريطانيين، و قتلوا (هتون) مفتش مركز الدلنج فى كمين بالقرب من منطقة حجر السلطان. ثارت السلطات البريطانية و جهزت جيشا للثأر لمقتل (هتون) و زودوه العدة و العتاد.. و قاده المقدم (سميث) و امم به صوب جبال النوبة لقتال الثوار و تاديبهم. و بدأت المعركة و رغم تفوق الة الحرب البريطانية الا ان الثوار بقيادة السلطان (عجبنا) قاتلوهم قتالا ضارى لا هوادة فيه.
أحكم الجيش البريطانى قبضته على المنطقة و ضرب الحصار حول ثوار النيمانج..حصار من ثلاث جهات:- منطقة ولال-منطقة كلامو-منطقة النتلو بهذا الحصار المحكم عُزل السلطان عجبنا و جيشه عن مصادر المياه المتمثلة فى آبار (كوديلو بونغ) فى منطقة (سلارا)..ساء وضع الثوار جدا و تأزم و لاحت بوادر الهزيمة و لكنهم رفضوا الإستسلام.. و صلت الأنباء الى القبيلة عن سوء الوضع فى ارض المعركة، و عرفت (مندى) فقررت ارسال التعزيزات و الدعم لوالدها، و صممت على الذهاب لتحارب الى جانب والدها..ربطت طفلها فى ظهرها و حملت بندقيتها، حاول الكثيرون ثنى عزمها و لكن هيهات، لن تتراجع عن قرارها، و ضربت (البُخسة) فى الأرض دليلا على عزمها و إصرارها كما فى ثقافة النيمانج، فضرب البخسة بالارض هو دليل على عدم التراجع و الإصرار على فعل الشئ.
و صلت التعزيزات الى الثوار و الهب قدوم مندى الحماس بين الصفوف المقاتلين، و بدأوا القتال بروح جديدة قتال أشد شراسة و عنف.. و مندى بين الصفوف تقاتل فى شجاعة نادرة لم يوقفها مقتل طفلها على ظهرها برصاص العدو بل زادها إصرار..كانت بجانب القتال تعمل على تضميد الجراح و رفع الروح المعنوية و الطبخ للمقاتلين..يا لها من إمرأة. كانت معركة شرف و كرامة فداء للارض و العرض، قتل فيها من قتل من ابناء النيمانج، تعطرت الارض بدمائهم الزكية.
هُزم الثوار و أُسر السلطان عجبنا و صديقه كلكون و تم إعدامهم شنقا فى الدلنج صبيحة يوم 27/12/1917م.
إستسلم الثوار بعد إعدام قائدهم الروحى و العسكرى..و عادت مندى و من تبقى الى القبيلة بعد ان ضربوا مثالا نادرا فى الشجاعة و الفداء لتخلدهم أغانى القبيلة.
______________
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق